العم يحيى الرايس :”عندي 50 سنة نخدم مناڤلي ونحبها برشا.. باش تقدّم لازم تعرف قيمة الوقت” (فيديو)
قد يجد الباحث عن مختصّ في إصلاح الساعات القديمة نفسه يجول ويطوف ويسأل في مناطق بعيدة عن مركز العاصمة، ولو بحث عن أحدهم، لوجده بعد مشوار طويل ومضن من السؤال والتجوال.
العمّ يحيى الرايس أمضى حوالي 50 سنة في تصليح الساعات في تونس، تلك المهنة التي ورثها عن والده الراحل، ولا يزال يدير محلا صغيرا في العاصمة.
كانت ابتسامته العريضة هي ميقات وجهه والجسر الراقي الذي يصله بالناس وكل ما هو خارج المحلّ وكانت الساعات بمختلف الأشكال والأحجام تغمر المكان الضّيق وتحوّله إلى مدينة بلا ضفاف من الساعات من مختلف الماركات العالمية.
“عم يحيى” يعمل ساعاتيًا لأزيد من خمسين عامًا قضاها في محله، حيث ظفعه الشغف في السبعينات إلى تعلم حرفة إصلاح الساعات الميكانيكة عن طريق والده الذي كان يرافقه الى محله.
وعن متعة انجذابه وانشداده لعالم الساعات السحري يقول عم يحيى الرايس في حوار مع “فازة” : “المناقل دومان كبير دخلت فيه ولتوا ما خرجت.. أنا مناقلي من عام 74 وأنا في الخدمة هذه غرمني بيها بابا وتعلمتها بالشوية.. بديت نتغرم بيها كيف يجيونا الوثائق فيهم كيفاش تحل المنقالة وكيفاش تركيبها وشنوة القطايع والمراجع متاعها .. نحس بنشوة وكيف كي نحلها مفركة ونقعد نخمم كيفاش باش نرجعها.. أما يلزمها بال واسع خاطر تنرفز ياسر”.
ويرى الزائر لمحل المنقاري الصغير أنواعا كثيرة من الساعات القديمة منها والجديدة، وقد ظهر بعضها في أربعينات وخمسينات القرن الماضي، فهناك ماركات معروفة وأخرى غير معروفة وساعات أخرى رقمية ظهرت في ستينات القرن الماضي مثل كوارتز ومنها الرياضية وهي زهيدة الثمن أثرت بدورها على أحوال مصلحي الساعات، فهجر الكثير منهم هذه المهنة.
ويضيف العم يحيى :”المناقلي يضيّع وقته باش يصلّح وقت الآخرين.. المنقالة كانت عزيزة وغالية وقبل موش الناس الكل تكسب منقالة.. في السبعينات والثمانينات في وسط العاصمة كانوا فما يجي 100 مناقلي.. الوقت هو أهم حاجة في الحياة، و بش تقدم لازمك تعرف قيمة الوقت”.
الفيديو :