وزارة الفلاحة تكشف رسميا أسعار بيع زيت الزيتون للموسم الجديد

تعيش مختلف مناطق تونس هذه الأيام حالة من الارتباك بين منتجي الزياتين، وذلك في أعقاب تراجع أسعار زيت الزيتون بشكل لافت، ما دفع العديد من الفلاحين إلى وقف عمليات جني المحصول أو تأجيلها إلى موعد غير محدد، على أمل أن تتحسن الأسعار أو على الأقل تتماشى مع ما أعلنته وزارة الفلاحة في الشهر الماضي بشأن توقعات أسعار هذا الموسم، التي كانت قد أُعلنت بين 18 و22 دينارًا للتر الواحد.

وأفاد أحد الفلاحين بأنه كان في البداية متحمسًا للغاية بسبب حجم المحصول هذا الموسم، إلا أن تلك الفرحة تلاشت بسرعة مع تدهور أسعار الزيتون بمجرد بدء موسم الجني، لتصل إلى مستويات يصعب على الفلاحين قبولها، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار بوقف الجني مؤقتًا.

وأضاف الفلاح أن السعر الحالي لا يغطي تكاليف الإنتاج، بما في ذلك ديونهم المتراكمة نتيجة لارتفاع أسعار اليد العاملة، وكذلك تكاليف الحراثة والسقي والمواد الكيميائية وغيرها. وأوضح أن “الفلاح هذا العام هو الحلقة الأضعف في سلسلة إنتاج الزيتون، حيث سيتحمل فاتورة الانخفاض الكبير في الأسعار، فيما أصبحت أجرة العامل في القطاع تشكل ثلث العائدات اليومية للفلاح، مما يعكس الوضع الصعب. فإذا تم بيع الزيتون بسعر 1500 مليم للكيلوغرام الواحد، فإن العامل يحصل على 500 مليم، ما يعني أن المبلغ المتبقي لن يكون كافيًا لتغطية مصاريف الري والحراثة والمواد الأخرى.”

وأشار أيضًا إلى أن حركة المعاصر تراجعت بشكل كبير نتيجة انخفاض أسعار الزيتون، وأن العديد من أصحاب المعاصر امتنعوا عن قبول الزيتون بسبب عدم توفر التمويل اللازم من البنوك، ما أجبر الفلاحين على تأجيل الجني لتجنب تكبد خسائر إضافية.